الفرق بين الصخور النارية والرسوبية

الفرق بين الصخور النارية والرسوبية

الصخور هي المكونات الأساسية التي تشكل القشرة الأرضية، وتتنوع أنواع الصخور حسب الطريقة التي تتكون بها. يعد الفهم الصحيح لأنواع الصخور المختلفة أمرًا حيويًا في دراسة الأرض وعملياتها الطبيعية. من بين هذه الأنواع، تبرز الصخور النارية والصخور الرسوبية كأكثر الأنواع شيوعًا، ولكل منهما خصائص تميزها عن الأخرى، ما يجعلها محط اهتمام كبير في الجيولوجيا.

تعريف الصخور النارية

تُعرف الصخور النارية بأنها تلك الصخور التي تتكون نتيجة لتبريد الصخور المنصهرة (الماجما) أو المواد البركانية الحارة. ويمكن أن تكون هذه الصخور نارية داخلية (صخور نارية جوفية) أو نارية سطحية (صخور نارية بركانية). تعتمد خصائص الصخور النارية على عدة عوامل مثل سرعة تبريد الماجما والمكونات الكيميائية لها.

• الصخور النارية الجوفية (التطفلية): تتشكل هذه الصخور عندما تبرد الماجما ببطء تحت سطح الأرض. نظراً لبطء عملية التبريد، فإن المعادن تتبلور بشكل أكبر، مما يؤدي إلى ظهور بلورات كبيرة. من أمثلة الصخور النارية الجوفية: الجرانيت والدوليريت.

• الصخور النارية البركانية (السطحية): تتكون هذه الصخور عندما يخرج الصهارة (الماجما) من فوهات البراكين وتبرد بسرعة على سطح الأرض. نتيجة لذلك، فإن البلورات التي تحتوي عليها هذه الصخور تكون صغيرة جدًا أو قد تكون غير مرئية بالعين المجردة. من أمثلة الصخور النارية البركانية: البازلت، والريحانيت.

خصائص الصخور النارية

1. التركيب المعدني: تتكون الصخور النارية بشكل أساسي من معادن السيليكات، وتختلف أنواع الصخور النارية بناءً على النسب المختلفة لهذه المعادن. عادة ما تحتوي الصخور النارية على معادن مثل الفلسبار، الكوارتز، والميكا.

2. اللون: عادةً ما تكون الصخور النارية داكنة اللون إذا كانت غنية بالمعادن الثقيلة مثل البازلت، أو فاتحة اللون إذا كانت تحتوي على معادن خفيفة مثل الجرانيت.

3. التركيب البلوري: تتسم الصخور النارية بتراكيب بلورية واضحة، وتكون البلورات في الصخور النارية الجوفية أكبر من تلك التي في الصخور النارية البركانية.

4. الكثافة: غالبًا ما تكون الصخور النارية ذات كثافة عالية، خصوصًا الصخور البركانية مثل البازلت.

5. المسامية: تمتاز الصخور النارية البركانية عادة بمسامية عالية نظرًا لتبريدها السريع الذي يحبس فقاعات الغاز داخل الصخور.

تعريف الصخور الرسوبية

تُعرف الصخور الرسوبية بأنها تلك التي تتكون نتيجة لتراكم وترسيب المواد المفككة من الصخور السابقة أو الكائنات الحية. على مدار ملايين السنين، تتراكم الرواسب في بيئات مختلفة مثل الأنهار، البحار، والمحيطات، ثم تتعرض لضغط شديد يؤدي إلى تكوين الصخور.

• الصخور الرسوبية العضوية: تنشأ هذه الصخور من تراكم المواد العضوية مثل النباتات والحيوانات. ومن الأمثلة عليها الفحم الحجرى والنفط.

• الصخور الرسوبية الفتاتية: تنشأ عندما يتم تراكم أجزاء الصخور المتكسرة أو الحبيبات الصغيرة في بيئات مختلفة مثل الأنهار والمحيطات. من الأمثلة عليها الحجر الرملي والطين.

• الصخور الرسوبية الكيميائية: تتكون عندما تتبخر المياه وتترسب المعادن الذائبة فيها، مثل الحجر الجيري والملح.

خصائص الصخور الرسوبية

1. التركيب: تتميز الصخور الرسوبية بتنوع مكوناتها حيث تشمل الحبيبات المعدنية، المواد العضوية، والمعادن المترسبة من المياه. تتكون الصخور الرسوبية بشكل رئيسي من معادن مثل الكوارتز، الفلسبار، والطين.

2. الطبقات: تُعد الصخور الرسوبية غالبًا متعددة الطبقات، حيث يتراكم المواد العضوية أو المعدنية في طبقات فوق بعضها البعض. تكون الطبقات في الصخور الرسوبية غالبًا رقيقة ومنظمة.

3. التماسك: الصخور الرسوبية عادة ما تكون متماسكة جيدا نظرًا للضغط الذي يتعرض له الرواسب أثناء ترسيبها، حيث يساهم الضغط في تحويل المواد المفككة إلى صخور صلبة.

4. المسامية: تتمتع الصخور الرسوبية بمسامية عالية، مما يجعلها قادرة على تخزين المياه أو الوقود (كما في حالة النفط).

5. التاريخ الجيولوجي: تحتوي الصخور الرسوبية على أدلة قيمة عن التاريخ الجيولوجي للأرض، حيث يمكن أن تحتوي على حفريات قديمة تدل على الحياة السابقة.

الفرق بين الصخور النارية والرسوبية

1. الطريقة التي تتكون بها:

   • الصخور النارية: تتشكل من تبريد الماجما أو الصهارة سواء تحت سطح الأرض أو على سطحه.

   • الصخور الرسوبية: تتكون من تراكم المواد المفككة أو الكائنات الحية التي تعرضت لضغط معين على مر الزمن.

2. التركيب المعدني:

   • الصخور النارية: غالبًا ما تحتوي على معادن السيليكات مثل الفلسبار والكوارتز.

   • الصخور الرسوبية: تتكون من مواد متراكمة مثل الرمال والطين، وقد تحتوي أيضًا على معادن مستخلصة من الصخور الأخرى أو الكائنات الحية.

3. الخصائص الفيزيائية:

   • الصخور النارية: تتميز بالكثافة العالية والمسامية المنخفضة.

   • الصخور الرسوبية: تتميز بالمسامية العالية وأحيانًا تكون أكثر هشاشة مقارنة بالصخور النارية.

4. الموقع:

   • الصخور النارية: غالبًا ما توجد في المناطق البركانية أو الجبلية نتيجة التفاعلات الحرارية.

   • الصخور الرسوبية: توجد عادة في الأحواض الترسيبية مثل الأنهار والمحيطات.

5. الطبقات:

   • الصخور النارية: لا تظهر عادة في شكل طبقات مميزة بل تكون متجانسة.

   • الصخور الرسوبية: غالبًا ما تكون طبقات متوازية نتيجة التراكم المستمر للمواد.

تطبيقات واستخدامات الصخور النارية والرسوبية

• الصخور النارية: تُستخدم في صناعة البناء، حيث يُستخدم الجرانيت في تصنيع الألواح والواجهات، بينما يستخدم البازلت في بناء الطرق والخرسانة. بالإضافة إلى ذلك، يُعد الأوبال والكريسوبراسي من المعادن الكريمة التي توجد في الصخور النارية.

• الصخور الرسوبية: تستخدم الصخور الرسوبية بشكل واسع في استخراج النفط والفحم والغاز الطبيعي، كما تُستخدم في صناعة الأسمنت وحجر البناء، وبعض أنواع الصخور الرسوبية مثل الحجر الجيري تستخدم في تصنيع الجير المطفأ.

الخلاصة

يتضح من خلال هذا المقال أن الصخور النارية والرسوبية تمثل نوعين مختلفين من الصخور التي تتميز كل منهما بخصائص فريدة ناتجة عن طريقة تكوينها وتركيبها المعدني. الصخور النارية تتميز بتكونها من التبريد البطيء أو السريع للماجما، بينما الصخور الرسوبية تتكون من تراكم المواد المفككة أو العضوية عبر الزمن. ورغم اختلافهما في التركيب والخصائص، إلا أن كل نوع له استخداماته وتطبيقاته في الصناعات المختلفة.